جراحة العيون بالليزر - الإهمال الطبي والتعويضات

الجميع يريد أن يرى 6:6. الجميع يريد التخلص من النظارات وأن يكون حراً.

في العقدين الأخيرين، تطور مجال جديد في الطب في إسرائيل - جراحة العيون بالليزر. يتم تقديم هذه العمليات الجراحية للجمهور الواسع كـ"عمليات معجزة"، تستخدم أجهزة مبتكرة ومتطورة، والتي ستخلص العميل من الحاجة لاستخدام النظارات، وكل ذلك بسرعة وكفاءة ودون مضاعفات ومشاكل. في كثير من الأحيان يضاف إلى هذه الوعود أيضاً التزام بـ"ضمان" من المعهد.

للأسف، الواقع على الأرض يختلف بشكل كبير عن الإعلانات، وفي كثير من الأحيان يؤدي العرض البراق للأمور إلى نتيجة قاتمة للغاية..

يتميز المجال الطبي لجراحة العيون بالليزر بأنه علاج طبي غير ضروري ويتم إجراؤه باختيار المريض الحر، وذلك في حين أن العلاج الطبي المُجرى يمكن أن تكون له أيضاً نتائج كارثية للمريض. هذا الوضع الطبي الخاص أدى إلى أن المحاكم تفرض التزامات خطيرة للغاية على منفذي جراحة الليزر، فيما يتعلق بالتوضيحات والتحذيرات، التي يجب على الطبيب تقديمها للمريض، من أجل الحصول على موافقته على العلاج.

دعاوى الإهمال الطبي تتعامل مع الحالات التي يوجد فيها إهمال من قبل الطبيب، والذي تسبب في ضرر للمريض. يُعرّف الإهمال في القانون بأنه انحراف عن معيار السلوك المتوقع من طبيب معقول. لكي تنجح دعوى الإهمال الطبي لا يكفي إثبات إهمال الطبيب، وهناك حاجة أيضاً لإثبات أن الضرر نتج عن الإهمال ولم يكن ليحدث بدونه. بالإضافة إلى ذلك يجب إثبات ما هو بالضبط الضرر الذي لحق بالمريض. هذه المسائل هي مسائل طبية غير بسيطة، تتطلب عادة آراء خبراء طبيين.

دعاوى الإهمال الطبي المتعلقة بجراحة العيون بالليزر تنقسم إلى عدة أنواع رئيسية: يوجد احتمال أن العملية الجراحية نفسها أُجريت بشكل معيب ومهمل، من قبل طبيب غير مؤهل لذلك أو بأجهزة غير مناسبة، ولكن في حالات جراحة الليزر عادة لا يكون هذا هو السبب في الأضرار.

أحد الأسباب الشائعة للأضرار بسبب جراحة الليزر يتعلق بالامتناع عن إجراء فحوصات مسبقة كافية، فيما يتعلق بملاءمة المريض للعملية الجراحية. جراحو الليزر أنفسهم يعترفون بأن العملية الجراحية غير مناسبة لكل مريض وأن هناك حالات كثيرة تستوجب الامتناع عن جراحة الليزر، مثل حالات جفاف العيون، بنى معينة للعين والقرنية، تاريخ عائلي لمشاكل عيون خاصة، أمراض ومشاكل صحية أخرى وغيرها. على الرغم من التصريحات حول إجراء فحوصات دقيقة لفحص ملاءمة المريض للعملية الجراحية، نواجه حالات ليست قليلة، تم فيها اتخاذ القرار بأن المريض مناسب للعملية الجراحية، دون إجراء فحوصات وتحريات مناسبة، أو مع تجاهل عوامل خطر كانت موجودة. هذه الحالات هي حالات واضحة من الإهمال الطبي الذي تسبب في ضرر ودعاوى الإهمال الطبي الكثيرة في هذا المجال تستند إلى إهمال من هذا القبيل.

دعاوى الإهمال الطبي الكثيرة في موضوع جراحة الليزر تستند إلى الإهمال والتقصير من قبل منفذي العملية الجراحية فيما يتعلق بالتوضيحات والتحذيرات التي أُعطيت للمريض بخصوص العملية الجراحية والمخاطر المرتبطة بها. كما هو معروف، يجب على الطبيب الحصول على موافقة المريض على العملية الجراحية، وذلك بعد أن يشرح له طبيعة العملية الجراحية ومخاطرها. الموافقة التي أُعطيت دون فهم المخاطر - هي بمثابة عدم موافقة. كما ذُكر أعلاه، عندما يتعلق الأمر بعملية جراحية غير ضرورية، والتي تُجرى في كثير من الأحيان لأسباب جمالية فقط، يجب على الطبيب أن يشرح بتفصيل أكبر للمريض جميع المخاطر، حتى الأكثر ندرة. في الواقع، كما هو معروف، في حالات كثيرة، وضع الأمور فيما يتعلق بالتوضيحات والتحذيرات المعطاة للمرضى في جراحة الليزر عكس ما هو مطلوب، ومرضى كثيرون أعطوا موافقتهم على العملية الجراحية بناءً على "توضيح" بأن الأمر يتعلق بعملية جراحية تُجرى "بسرعة"، دون أي مضاعفات ومشاكل، ومع الامتناع عن إعطاء توضيح صحيح وكامل للمريض فيما يتعلق بالمخاطر المحتملة. مريض وافق على العملية الجراحية بناءً على "توضيح" من هذا القبيل يمكنه تقديم دعوى إهمال طبي، تستند إلى الادعاء بأن العملية الجراحية أُجريت دون موافقته وحتى مع تضليله.

المحامون العاملون في الإهمال الطبي يلتقون بعملاء كثيرين قرروا إجراء جراحة الليزر في عيونهم، في وضع كانوا يعيشون فيه حياة عادية وطبيعية مع استخدام النظارات، ووجدوا أنفسهم بعد العملية الجراحية في وضع دُمرت فيه رؤيتهم وتضررت نوعية حياتهم بشدة.

كما هو معروف ومعلوم للجميع، تحول هذا المجال الطبي إلى مجال، المعلومات الأساسية عنه تُدار وتُنقل للجمهور عبر الإعلانات في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، ووفقاً لذلك، النتائج أيضاً مناسبة، في كثير من الأحيان، لتلك التي تُحصل من الاعتماد على الإعلانات وتسبب للمريض أضراراً وحزناً.

في حال خضعتم لجراحة الليزر في عيونكم وتسببت لكم بأضرار بسبب ذلك - نوصي بأن تتوجهوا للاستشارة لدى محامي متخصص في المجال. المحامي سيجمع المواد ذات الصلة، سيتوجه إلى خبراء طبيين من أجل التأكد مما إذا كان يوجد بالفعل في هذه الحالة إهمال تسبب في ضرر، وإذا كان هذا هو الوضع بالفعل - سيكون من الممكن تقديم دعوى قضائية للتعويض عن جميع الأضرار التي لحقت بكم بسبب هذا الإهمال.